سيدة الجبل - ما دامت السلطة بكل تراتبيتها متخلية عن أبسط مسؤولياتها تجاه شعبها ومفرّطة بسيادة الدولة فإنّنا نجدّد مطالبتنا باستقالتها بدءاً من رئيس الجمهورية

السياسية

بيان

1 شباط 2021

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أسعد بشارة، بهجت سلامة، بدر عبيد، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبود، حسين عطايا، خليل طوبيا، ربى كباره، رودريك نوفل، منى فياض، مياد حيدر، ندى صالح عنيد، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، فارس سعيد، مياد حيدر، طوني حبيب، عطالله وهبة وأصدر البيان التالي :

 

أولاً - لم تكن الأحداث التي شهدتها طرابلس نهاية الأسبوع الماضي مفاجئة لأحد إلّا للسلطة السياسية المتخلّية عن واجباتها الدستورية تجاه الشعب اللبناني المنكوب بالأزمتين المالية والصحية. لذا فإن لقاء سيدة الجبل يؤكّد أن صرخة طرابلس كانت عن كلّ لبنان الرازح تحت عبء سلطة محتمية بحزب الله وسراياه التخريبية الذين أسقطوا كل المبادرات الإنقاذية، خصوصاً المبادرة الفرنسية لتشكيل "حكومة مهمة" والمبادرة الأميركية لترسيم الحدود البحرية واستخراج الثروات الوطنية. فأركان السلطة يغضّون الطرف عن مآسي اللبنانيين وينصرفون إلى السجالات الضيّقة مستعيدين لغة الحقوق الطائفية في لحظة كادت ثاني أكبر مدينة في لبنان أن تغرق في الفوضى الاجتماعية والأمنية لولا وعي أهلها بمواجهة الغرف السوداء .

وفيما ينص الدستور على أن تشكيل الحكومات هو من صلاحية واختصاص رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف فقد كان مُستغرباً ما سُمّي معاودة حزب الله وساطته لتشكيل الحكومة على نحوٍ عبّر عن ذاته باتصال بين أمين عام حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر تحت عنوان ملاقاة المبادرة الفرنسية المتجدّدة التي لم تتوضّح وجهتها السياسية خصوصاً لجهة تبدّل مواقف الرئيس الفرنسي من الطبقة السياسية اللبنانية والتي كان يعتبرها السبب الأساس في الانهيار.

إنّ "اللقاء" إذ يعبّر عن تضامنه مع أهالي طرابلس يؤكدّ أنّ حلّ أزمة عاصمة الشمال هو جزء من حلّ أزمة لبنان وذلك باستعادة دولته سيادتها على أراضيها وقرارها من خلال تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعيتين العربية والدولية وإسقاط الاحتلال الإيراني وذراعه حزب الله. وما دامت هذه السلطة بكل تراتبيتها الدستورية متخلية عن أبسط مسؤولياتها تجاه شعبها ومفرّطة بسيادة الدولة فإنّ "اللقاء" يجدّد مطالبته باستقالتها بدءاً من رئيس الجمهورية. وهنا لا بد من التوقف أمام رصانة وجدية القراءة السياسية التي قدمها الرئيس فؤاد السنيورة في دفاعه عن "العيش المشترك" وعن اتفاق الطائف وانجازاته الإصلاحية.

ثانياً - مع بدء تحديد المواعيد لوصول اللقاحات إلى لبنان، فإن "اللقاء" يحذر من أن يكون وصول اللقاح بمثابة انتقال إلى مرحلة جديدة من الأزمة الصحية الاجتماعية عوض أن يكون بداية حلّ لها، خصوصاً أنّ تجربة العهد والحكومة ووزارة الصحة في إدارة الأزمة الصحية أثبتت فشلها الذريع. ولذلك يحذّر لقاء سيدة الجبل من تسييس وتطييف عملية توزيع اللقاحات وفق موازين القوى السياسية الحالية، عوض أن يخضع توزيعها لمعايير علمية وشفافة.

لذلك وأمام سوء إدارة السلطة المتمادي لهذه الأزمة الخطيرة فإن اللقاء يناشد منظمة الصحة العالمية والدول العربية الصديقة، خصوصاً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، دعم الشعب اللبناني ومساعدته في تأمين اللقاحات أسوة بسائر شعوب العالم، ولاسيما أن في لبنان ثلاثة شعوب، هم اللبنانيون والسوريون والفلسطينيون، ولهؤلاء جميعاً الحق بتلقي اللقاح إذ لا أفضلية لأحد على الآخر في الحصول على الدواء.