لقاء سيدة الجبل الخلوة السنوية الخامسة

وثائق سيدة الجبل
1 كانون الثاني 2005

لقاء سيدة الجبل

الخلوة السنوية الخامسة

21 كانون الثاني 2005

 

لقاءنا اليوم هو الأول في سلسلة لقاءات تنظمها المعارضة اللبنانية في كل مناطق لبنان.

الهدف من هذا اللقاء بكل بساطة ووضوح :

إطلاق معركة إنقاذ لبنان وإستعادة حقّـه في الحياة.

الوسيلة لتحقيق هذا الهدف :

خوض المعركة الإنتخابية من الجنوب إلى الشمال في لائحـة واحدة موحّدة، تتخطى تقسيمات السلطة من قضاء ودوائر وسطى ومحافظة.

ولهذه اللائحة الوطنية الواحدة، شعارها المشترك ولونها المشترك.

علينا واجب كمعارضين وهو أن نكون على مستوى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقنا.

نحن لسنا تجمّع إنتخابي ولا جبهة للإحزاب، نحن حركة سياسية تتخطى كل واحد منا، ولـم يعد اليوم من فارق بين من كان بالأمس هنا أوهناك.

ومعركتنا ليست معركة تحديد الأحجام فيما بيننا، إنها معركة إستعادة حجم الوطن، في الوطن وفي العالـم.
من يمثّل هذه المعارضة ؟

لا أحد. يمثلها كلّ من يشارك فيهـا، ويساهم في تقويتها.
لا أحد يمتلكها، فهي التي تمتلك كل واحد منا.
لا يوجد في صفوفنا تراتبية حزبية أو إقتصادية أو إقطاعية.

إنهـا معارضة تقودها الأمهات التي تبكي رحيل أولادها إلى المنفى في بلاد الإغتراب.
وهي معارضة يقودها المزارعون الذين يعانون من منافسة غير شرعية، لا تحترم حدوداً أو قانون.

وهي معارضة يقودها الشباب الفاقد لكل أمل في المستقبل.
وهي معارضة يقودها كل الذين يرفضون الإستمرار في الذل ويرفضون إنتهاك كرامتهم الوطنية.


أيهـا الأخوة،

بيننا وبين سوريا مشكلة كبيرة.
حاول البعض منا حلّها من داخل السلطة.
وبعضنا الآخر بحث عن حلول لهـا من خارج السلطة.
فشلنا جميعاً في إقناع السوريين بإيجـاد حلّ مشرّف لنا ولهم.
فكـان التمديد، وجاء ردّ فعل الشرعية الدولية على التمديد، فوصلنا إلى ما وصلنا إليه.
واليوم لم يعد هناك من حلّ سوى قيام سلطة لبنانية بديلة لا تكون صنيعة سلطة أخرى.

فتعيد الإمساك بمصيرنا الوطني وتعمل على سحب الجيش السوري لتعيد للبنان سيادته وإستقلاله، فتؤمن للبنانيين، جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، حقهم في حياة كريمة.


أيها الأخوة،

من هذا المكان، أطلق غبطة أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير صرخته التاريخية حين قال، دفاعاً عن لبنان، إن هذا الوطن ليس للموارنة، بل الموارنة هم للبنان.

ومن هذا المكان أيضاً، تمّ إطلاق وثيقة " إعلان بيروت " بعدما أقدمت السلطة الغبية على منع صدوره من بيروت.

وشكّل هذا الإعلان الخطوة الأولى في إطلاق حركة الإعتراض لأنه جاء ليعبّر عن إرادة مشتركة، مسيحية وإسلامية، في طي صفحة الماضي والتأسيس لمرحلة جديدة.

أيها الأخوة،

من هذا المكان، نطالب اليوم بوضع حد للمهزلة التي نشهدها :

حكومة آتية من خارج الزمن تتسول على أبواب المرجعيات الروحية والقيادات السياسية طلباً لشرعية مفقودة.

إنها آخر حكومة سورية في لبنان.

لا نطالب بحكومة لبنانية في سوريا ولكن من حقنا أن تحكمنا سلطة لبنانية في لبنان.